تبدو من المصادر التاريخية عن وضعية اليهود في المغرب صورة شبه متناقضة. فالرحالة الأوروبيون والمستطلعون الغربيون
الذين زاروا المغرب في القرن التاسع عشر
وأوائل القرن العشرين يشيرون خاصة الى الحالة المأساوية التي يعيش فيها اليهود المغاربة. وهو مذهب وظفوه خدمة
لايديولوجيتهم الاستعمارية وتبريرها. بينما يؤكد فريق
من المؤرخين المحدثين على درجة عالية من الحكم الذاتي لليهود المغاربة والاستقلالية في ادارة شؤونهم الداخلية والتصرف فيها.
بالإضافة إلى ذلك يشير هؤلاء عادة إلى فترة
الحماية الفرنسية (1912-1956) كنقطة تحول بارزة في تاريخ اليهود المغاربة. فالى اي حد شكل التدخل الفرنسي في تدبير
الادارة المغربية تحسنا حقيقيا في وضعية اليهود
بالنسبة للفترات السابقة؟ وماذا حدث سنة 1956 عندما حصل المغرب على الاستقلال؟ من اجل فهم التغييرات التي طرأت على
حياة الطائفة اليهودية في القرن العشرين،
ينبغي أولا التعرف على وضعيتها في المغرب ما قبل الاستعمار. بعد ذلك نتطرق لتنامي نفوذ القوى الأوروبية في شمال أفريقيا في
القرن التاسع عشر الذي أدى في النهاية إلى
فرض الحماية على المغرب. ثم نقف فيما يليه عند بعض الإصلاحات الهامة التي تم ادخالها خلال الحماية الفرنسية في المغرب. في
الختام نتعرض لوضعية اليهود في
المغرب
بعد الاستقلال.
إعداد محمد أمين حمدوشي
هل هناك حرية لليهود في ممارسة طقوسهم في المغرب
4/
5
Oleh
dirassa